الأجزاء يكون هو المصحح لارتباطية المقدمة بوجود ذيها ، فراجع وتأمل.
قوله : مضافا إلى أن ذات المقدمة تكون مقدمة للمقدمة أيضا بداهة أن ما هو الواجب عنده ... الخ (١).
قال قدسسره فيما حررته عنه : وأما ما في الفصول (٢) من اعتبار نفس التوصل ، فان كان المراد به أن ذلك يكون من قبيل شرط الوجوب لها فقد تقدم أنه لا يعقل أن يكون نفس الاتيان بذي المقدمة شرطا في وجوبها وصاحب الفصول لا يقول بذلك بل يصرح بأن التوصل شرط في وجودها لا في وجوبها ، وحينئذ يرد عليه أن اللازم عليه حينئذ أن يكون نفس ذي المقدمة مقدمة للمقدمة لكونه قيدا فيها. مع أن اللازم عليه أن تكون المقدمة هو المجموع المركب من القيد والمقيد أعني ذات المقدمة المقيدة بالايصال ، فتكون الذات المذكورة مقدمة للمقدمة ، فإن كانت بنفسها مقدمة لزم عليه أن لا تكون المقدمة مقيدة بالايصال وهو كرّ على ما فرّ منه ، وإن كانت مقيدة بالايصال نجرّ الكلام حينئذ إلى أجزاء ذلك المركب وهلم جرا ، فيلزم التسلسل أو الوقوف على كون المقدمة هي نفس الذات مجردة من قيد الايصال ، وإذا صح ذلك قلنا به من أول الأمر.
والحاصل : أن هذا القيد على تقدير اعتباره ليس هو كسائر القيود المنوّعة بحيث تكون المقدمة على نوعين : أحدهما واجد في نفسه لصفة الايصال والآخر غير واجد له ، نظير الرقبة المؤمنة والرقبة الكافرة ، كي يقال إن الواجب بالوجوب الغيري هو القسم الأول دون القسم الثاني ، ويكون لازمه انحصار المقدمة الواجبة بالعلة التامة ، بل المقدمة في الخارج ليس إلاّ
__________________
(١) أجود التقريرات ١ : ٣٤٦ [ المنقول هنا موافق للنسخة القديمة غير المحشاة ].
(٢) الفصول الغروية : ٨١ ، ٨٦.