ضعيفة لا تكاد تعتبر ، فهذا هو المراد باختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما وخلف أحدهما الآخر) (١).
وأما قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) فقد بسطنا الحديث عن هذه الآية في مراحل خلق الكون سابقا ، ولكن نأخذ تفسيرا واحدا لها : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (أي بسطها ، والعرب تقول : دحوت الشيء أدحوه دحوا ، إذا بسطته ، ويقال لعش النعامة أدحيّ ، لأنه مبسوط على وجه الأرض) (٢).
ويمكن لنا أن نأخذ بعض المفردات الواردة في هذه الآيات القرآنية ، لنرى أبعادها اللغوية والتي تساعدنا على الإلمام بالمعنى المراد ، ونأخذ معنى : كور ، ومدّ ، ودحى.
ففي «مختار الصحاح» : (كار العمامة على رأسه أي لاثها ، وكل دور كور ، والكور بالضم الرحل بأداته والجمع أكوار وكيران ... وتكوير المتاع ، جمعه وشده ، وتكوير العمامة ، كورها وتكوير الليل على النهار تغشيته إياه ، وقيل : زيادته في هذا من ذاك) (٣).
وفي «لسان العرب» : (الكور ، لوث العمامة ، يعني إدارتها على الرأس ، وقد كورتها تكويرا ، وكل دارة من العمامة كور وكل دور كور ، وتكوير العمامة ، كورها وكار العمامة على الرأس يكورها كورا ، لاثها عليه وأدارها) (٤).
وفي «المغرب في ترتيب المعرب» : (وكار العمامة وكورها ، أدارها على رأسه ، وهذه العمامة عشرة أكوار وعشرون كورا) (٥).
وأما المد ، فمعناه البسط : (مد الأرض يمدها مدا ، بسطها وسواها ، وفي التنزيل العزيز : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (٦).
__________________
(١) التحرير والتنوير ، محمد الطاهر ابن عاشور ، بيروت ، مؤسسة التاريخ ، الطبعة الأولى ، ١٢٤٠ ه / ٢٠٠٠ ، ٢ / ٧٨.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، ١٩ / ٢٠٣.
(٣) مختار الصحاح ، أبو بكر الرازي ، ١ / ٢٤٢.
(٤) لسان العرب ، لابن منظور ، ٥ / ١٥٦.
(٥) المغرب في ترتيب المعرب ، ناصر الدين بن علي المطرز ، تحقيق ، محمد فاخوري وعبد المجيد مختار ، حلب ، مكتبة أسامة بن زيد ، الطبعة الأولى ، ١٩٧٩ ، ٢ / ٢٣٥.
(٦) لسان العرب ، لابن منظور ، ٣ / ٣٩٧.