الرشد فآمنا به ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور» (١).
٣ ـ (وقالوا : إن الله سبحانه وتعالى ملأ كتابه من الاستدلال على العلم والقدرة والحكمة بأحوال السموات والأرض ، وتعاقب الليل والنهار ، وكيفية الضياء والظلام ، وأحوال الشمس والقمر والنجوم ، وذكر هذه الأمور في أكثر السور وكررها وأعادها مرة بعد أخرى ، فلو لم يكن البحث عنها والتأمل في أحوالهم جائزا لما ملأ الله كتابه منها.
٤ ـ أن العلم الحديث قد يكون ضروريا لفهم بعض المعاني القرآنية ، وليس هناك ما يمنع من أن يكون فهم بعض الآيات فهما دقيقا متوقفا على تقدم بعض العلوم ، فتكون الحقيقة العلمية من قواعد الترجيح في التفسير إذا كان للآية أكثر من معنى ، فيتعين أن يؤخذ بالمعنى الذي تؤيده الحقائق العلمية.
٥ ـ تحقق فوائد كثيرة ومنافع كبيرة من التفسير العلمي منها :
أ ـ إدراك وجوه جديدة للإعجاز في القرآن الكريم بإثبات التوافق بين حقائق القرآن الكريم وحقائق العلم.
ب ـ استمالة غير المسلمين إلى الإسلام وإقناعهم به ببيان إعجاز القرآن العلمي ، وإقامة الحجة عليهم بذلك.
ج ـ امتلاء النفوس إيمانا بعظمة الله عزوجل وعظيم سلطانه وقدرته ، بعد الوقوف على أسرار الكون التي كشفها القرآن) (٢).
ثانيا ـ من أدلة المعارضين للتفسير العلمي
(واستدل المعارضون للتفسير العلمي بأدلة منها :
١ ـ أن للتفسير شروطا وقيودا قررها العلماء ينبغي الالتزام بها ، فلا يكون تفسير القرآن مباحا لكل من حصّل علما من العلوم وغابت عنه علوم أخرى لا بد منها للمفسر ، ومن ذلك عدم تحميل ألفاظ القرآن معان وإطلاقات لم توضع لها ولم تستعمل فيها.
__________________
(١) رواه الترمذي ، ٥ / ١٧٢ ، رقم : (٢٩٠٦) ، وقال : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وإسناده مجهول ، ورواه الدارمي ، ٢ / ٥٢٦ رقم : (٣٣٣١).
(٢) انظر : دراسات في علوم القرآن الكريم ، فهد بن عبد الرحمن الرومي ، ص ٢٩١ ـ ٢٩٢ ، وانظر :
التفسير العلمي للقرآن ، أحمد عمر أبو حجر ، ص ١٠٣.