أولا : عند ما تكون الأرض هامدة لا حراك فيها ، فإذا أنزل الله عليها الماء أحدثت أولا اهتزازا.
ثانيا : المرحلة الثانية بعد الاهتزاز تربو ، أي تزداد.
ثالثا : المرحلة الثالثة بعد الزيادة تنتج الزروع والثمار ، وتكثر المحاصيل ويزداد الإنتاج.
ويشار إلى قضية هامة وهي : أن هناك فرقا دقيقا بين الأرض الهامدة والأرض الخاشعة ، فالأرض الهامدة هي اليابسة القاحلة التي لا حياة فيها ، بسبب ما أصابها من جدب وقحط وانعدام الماء ، وهذا بخلاف الأرض الخاشعة التي يوجد فيها النباتات والزروع ، إلا أن العطش وقلة الماء وندرة الأمطار جعلتها مصفرة الأوراق ، ذابلة الأغصان ، بأمسّ الحاجة إلى قطرات الماء ، وهذا المشهد هو مشهد الخشوع والانكسار في الأرض ، ويستلهم هذا المعنى من معطيات ما مرّ من المعاجم.
الحقائق العلمية :
ما هو الاكتشاف العلمي الدقيق في هذا الصدد ، لمعرفة ذلك سنثبت هنا لقطة من محاضرة الشيخ عبد المجيد الزنداني حول هذه الآية ، ناقلا لنا الاكتشافات العلمية الدقيقة لتفسير وتوضيح معاني هذه الآية الكريمة.
يقول : في عام ١٨٢٧ اكتشف العلماء أن حبيبات الطين تهتز ، وتركيب حبيبات الطين ما يلي :
الحبيبة : هي أصغر جزء من الطين بعد أن تفتته إلى أجزاء صغيرة ، فالطين مكون من هذه الحبيبات فهي صغيرة جدا لا ترى بالعين ، قطرها : ثلاثة من ألف من المليمتر ، هذه الحبيبة الطينة تتركب من صحائف معدنية بعضها فوق بعض ، وإذا نزل المطر شحن الأرض بشحنات كهربائية ، هذه الشحنات الكهربائية تختلف بسبب تركيب المعادن الموجودة في الحبيبات ، فيحدث نوع من التنافر بين هذه الحبيبات فتهتز الحبيبات ، ما سبب الاهتزاز؟ يقول : الشحنات الكهربائية ودخول الماء من عدة جهات يحدث اهتزازا ، وهذا الاهتزاز بعده ينشأ دخول الماء بين الصحائف ، أي يسمح هذا الاهتزاز بدخول الماء بين الصحائف وإذا دخل الماء بين الصحائف تنمو هذه الحبيبة وتربو ، والربا كما أشرنا هي الزيادة ، أي تربو بالماء الذي دخل بين الصحائف ، وبعد أن تربو تحاط بغلاف من الماء ، فتعتبر كل حبيبة من الحبيبات مخزنا للماء تمد النبات طوال