المبحث الثالث
البرق والبرد بين القرآن والعلم
قال سبحانه وتعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (١٣)) (١).
تبرز الآية الكريمة مظهرا من مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى ، وهذا مظهر يتمثّل في آية من آيات الله ، إنه البرق.
(والبرق : الذي هو لمعان السحاب) (٢) ، وهو ذو جناحين ، جناح فاض بالبشرى والحبور ، لأنه يبشّر بهطول المطر ودرّ الغيث من السماء لتنتشر الرحمة على العباد ، وجناح يحمل الإنذار ، ويدخل الهلع والقلق على النفوس ، فترتعد الفرائص ، وتصفرّ الوجوه وتنزوي القوى.
البرق الشديد والصواعق قد تكون سببا في إحداث الضرر
__________________
(١) سورة الرعد ، الآيتان : ١٢ ، ١٣.
(٢) مفردات ألفاظ القرآن ، للراغب الأصفهاني ، ص ١١٨.