الحقائق العلمية :
يقول الدكتور جمال الدين الفندي في كتابه «طبيعيات البحر وظواهره» : (أثبتت الدراسات أن في قشرة قاع المحيط يوجد بعض الثغرات أو الشقوق العميقة ، نتيجة التصدع بتقلصات القشرة لإحداث التوازن واختلافات الحرارة ، وما يتبع هذه الاختلافات من تمدّد بالتسخين وتقلص بالبرودة ، وعلى طول مثل هذه الأماكن المتمددة الضعيفة ، تندفع الحمم البركانية المنصهرة من باطن الأرض من خلال قشرة القاع ثم تنبثق متدفقة في البحر ، إلا أنها تلقى مقاومة بسبب ثقل مياه البحار ، وبرغم ذلك فإن براكين البحر أيضا تقذف حممها إلى أعلى ، كما تبني فوهاتها المخروطية صاعدة نحو السطح بتوالي تراكم الحمم المنصهرة ، وقد تسبب الانفجارات البركانية نسف الجزر أو اختفائها ، ومن أمثلة ذلك ما حدث في عام ١٨٨٣ عند ما انفجرت جزيرة (كاراكاتوا) من مجموعة جزر الهند الشرقية برمتها ، وبعد يومين من تعاقب الانفجارات البركانية أصبحت هذه الجزيرة التي كانت تعلو سطح البحر بنحو ١٤٠٠ قدم ، مجرد شعبة منخفضة عن سطح الماء بنحو ١٠٠٠ قدم ، ولم يبق ظاهرا منها إلا جزء من حافة قمتها الأصلية) (١).
وعقد فصلا جورج جامو في كتابه «كوكب اسمه الأرض» تحت عنوان : جهنم تحت أقدامنا ، وتحدث فيه عن تسجير قاع البحر ، والنار والبراكين النشطة فيه ، يقول في مطلعه : (ازدياد الحرارة مع العمق : إن سحب الدخان الأسود المتصاعد من فوهات البراكين الثائرة ، والحمم الملتهبة المتدفقة على جوانبها ، وعيون المياه الساخنة ، كل هذا دعا الأقدمين إلى الاعتقاد بوجود نار متقدة ليست بعيدة تحت أقدامنا أعدت للخاطئين ...) (٢).
وفي «موسوعة الظواهر الطبيعية» : (ولانفجار البراكين في قيعان المحيطات والبحار أثر نشوء الأمواج العالية والسريعة ، التي تحطم وتكتسح ما تصادفه في طريقها ... أما البراكين أو جبال النار فهي المنافذ التي تقذف منها المواد الأرضية الباطنية المنصهرة ، عند ما يشتد ضعفها) (٣).
__________________
(١) طبيعيات البحر وظواهره ، محمد جمال الدين الفندي ، ص : ٢١٠ ، وانظر : البحار وما فيها ، روبرت كاون ، ترجمة عبد الحافظ حلمي القاهرة ، مؤسسة سجل العرب ، ١٩٧٤ ، ص : ١١٧.
(٢) كوكب اسمه الأرض ، جورج جامو ، ص : ٧٤.
(٣) موسوعة الظواهر الطبيعية ، خليل بدوي ، عمان ، دار عالم الثقافة ، الطبعة الأولى ، ٢٠٠٠ ، ص : ٨٠ ، وانظر : كوكب الأرض ، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، ص : ٣٠.