وفي القاموس المحيط : (الوتد بالفتح وبالتحريك وككتف ، ما رز في الأرض أو الحائط من خشب وأوتاد الأرض جبالها ، ومن البلاد رؤساؤها) (١).
يتبيّن لنا من خلال هذا العرض ، ومن معطيات الآيات القرآنية وما قاله المفسرون وأصحاب المعاجم ، أن الله سبحانه وتعالى خلق الجبال وجعلها بمثابة الوتد الذي يشد الخيمة ، والجبال هي بدورها تقوم على تثبيت الأرض كي لا تميد وتضطرب ، وهذه الحقيقة الجيولوجية تحدث عنها علماء الجيولوجيا تحت مسمى (وتدية الجبال).
الحقائق العلمية :
ففي كتاب «من الآيات العلمية» : (أثبتت الدراسات أن كل قارة بها جبالها التي تتميز بها ، وأن هناك سلسلة من الجبال موزّعة على سطح الأرض توزعا دقيقا محكما ، وأن ارتفاع الجبال يتناسب ومكانه من الكرة الأرضية ، ونوع الصخور المكونة له ، وطبيعة الأرض من حوله ، وأنه بما توجد بعض الجبال التي لا يزيد ارتفاعها على ألف متر ، فهناك مثلا (جبل إفرست) في سلسلة جبال الهمالايا الذي يقرب ارتفاعها من تسعة آلاف متر ، ووجد كذلك أن الجبال الثقيلة دائما أسفلها مواد هشة وضعيفة ، وأن تحت المياه توجد المواد الثقيلة الوزن ، وذلك حتى تتوزّع الأوزان في المناطق المختلفة للكرة الأرضية ، ووجد العلماء أن هذا التوزيع يتمشّى مع مرونة القشرة الأرضية ودرجة حرارتها ، ثم كانت الحقيقة العلمية القاطعة التي وصل إليها العلماء والتي تقرر : أن توزيع الجبال على الكرة الأرضية إنما قصد به حفظها من أن تميد إلى الشمس أو تحيد عنها ، وأنها فعلا السبب الأول والرئيسي لحفظ توازن الأرض ، فكأن الجبال هي أوتاد للأرض تحفظها في مكانها وتحفظ عليها حركتها) (٢).
وفي كتاب «أساسيات علم الأرض» : (إن التوزيعات في كثافات القشرة الأرضية على أجزاء مختلفة منها يحرز وضعا متوازنا بين أجزاء القشرة الأرضية في المناطق المختلفة وهو ما يطلق عليه مصطلح اتزان القشرة الأرضيةlsostasy.
إن الاتزان النظري لكتل القشرة الأرضية الشاهقة الارتفاع لكلا الجبال والقارات
__________________
(١) قاموس المحيط ، للفيروزآبادي ، ١ / ٤١٣.
(٢) من الآيات العلمية ، عبد الرزاق نوفل ، القاهرة ، مكتبة الأنجلو المصرية ، الطبعة الأولى ، ١٩٦٦ ، ص : ٥٧.