فهذان الكوكبان سيتم التهامهما داخل الشمس المتضخمة ، وإذا ظلت الأرض تقبع في الخارج ، فإنها ستصبح ملفوحة وقفراء ، بلا حياة) (١).
(وهذا الأمر حاصل ، عند ما تتضخم الشمس لتبتلع الكواكب الثلاثة الأولى ، عطارد والزهرة والأرض ومعها القمر ، فهاهنا يجتمع الشمس والقمر ، حين تصير الشمس عملاقا أحمر قبل تكويرها إلى قزم أبيض ، وهذا ما سيحصل لمستقبل النظام الشمسي) (٢).
ونجد نفس الحقيقة في «المعارف الكونية» : (فالشمس سوف تنتفخ عند شيخوختها لتصبح عملاقا أحمر ، أكبر ملايين المرات من الحجم الذي هي عليه الآن ، وبذلك سوف يتحول لونها من الأصفر إلى الأحمر ، أي تقل درجة حرارتها السطحية ٦٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ لاتساع مساحة سطحها المنتفخ لتبلع عندئذ الكوكبين القريبين عطارد والزهرة وتلتهمهما التهاما ، ويتحولان بذلك إلى دخان في باطن العملاق ، وتستمر الشمس العملاقة الحمراء في الانتفاخ فتبتلع قمر الأرض ، ثم يصل سطحها بلونه الوردي إلى السحاب فوق رءوسنا ، فيخطف أبصارنا لشدة الالتماع والبرق ، وعندئذ تشتعل البحار والمحيطات على سطح الكرة الأرضية ، لتحلّل مائها في هذه الحرارة المرتفعة إلى أيدروجين يشتعل وأكسجين يساعد على الاشتعال) (٣).
وفي لقاء مع الدكتور زغلول النجار ، سألته عن هذه القضية فأجابني نفس الحقائق العلمية التي أثبتناها هنا ، إلا أنه زاد وأشار إلى لطيفة هامة حول جمع الشمس والقمر فقال : إن القمر خلال دورانه حول الأرض يبتعد عن مساره كل فترة زمنية شيئا من الثانية ، وبمرور السنوات والأحقاب سوف ينفلت من جاذبية الأرض ليقع في جاذبية الشمس وعندها يجمع مع الشمس ، وهذا مصداق لقوله تعالى : (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ).
الإعجاز :
سبحان الله العظيم هذا الذي توصل إليه العلماء من حقائق كونية ، وأثبتوا أن القمر سيجمع مع الشمس ، إلا أن كتاب الله قد سبقهم إلى تقرير هذه الحقيقة العلمية العظيمة ، مما يحتم على الناس أجمع أن يعلنوا الخضوع والولاء لهذا الكتاب العظيم.
__________________
(١) عالم المعرفة ، النهاية ، فرانك كلوز ، ص ٢٩٢.
(٢) خلق الكون ، محمد باسل الطائي ، ص ٤٢.
(٣) المعارف الكونية ، مجموعة من العلماء ، ص ٥٧.