جميع طبقاته حتى المركز ، على اعتبار أنه برد إلى درجة عظيمة بمعدل أسرع مما بردت به أرضنا نظرا لصغر كتلته ، فما معنى هذا كله؟ ... هذا معناه وجود الأدلة المادية من صخور القمر قد حللها العلماء بالفعل على الأرض ، بما يؤكد أنه صخري وليس نارا ملتهبة مثل الشمس وينبني على ذلك أن القمر ليس مصدرا للضوء مثل الشمس وإنما هو عاكس فقط له) (١).
الإعجاز :
سبحان الله ، هذا ما وصل إليه علماء عصرنا بعد أكثر من أربعة عشر قرنا ، غير أن الحق سبحانه وتعالى قد سجل هذه الحقيقة العلمية في كتابه العظيم ، لقد قرر القرآن منذ نزوله على النبي الأمي صلىاللهعليهوسلم أن الشمس جسم ملتهب ، وكرة نارية تصدر عنها الحرارة والضوء ، بخلاف القمر الذي يستمد نوره من ضوء الشمس ، قال الله تبارك وتعالى : (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (٢) ، وقال سبحانه : (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (٣) ، وقال سبحانه : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٤).
فما ينبغي لذي عقل منصف أن يقول : هناك تعارض بين العلم والدين ، أو أن يقول :الدين أفيون الشعوب أو سبب تخلفها ، لأن القرآن الذي حفظه الله تعالى ، حقائقه وقوانينه الكونية تخرج هي وحقائق العلم من مصدر ومشكاة واحدة ألا وهي علم العليم جل جلاله.
__________________
(١) المنهج الإيماني للدراسات الكونية ، عبد العليم خضر ، ص : ١٥٤.
(٢) سورة الفرقان ، الآية : ٦١.
(٣) سورة نوح ، الآية : ١٦.
(٤) سورة يونس ، الآية : ٥.