(والسراج ، الزاهر الذي يزهر بالليل ، والمسرجة التي توضع فيها الفتيلة ، وأسرجت الدابة والشمس ، سراج النهار ، والهدى سراج المؤمنين) (١).
وأما منير ، ففي لسان العرب : (النور ضد الظلمة ، وفي المحكم النور : الضوء أيا كان ، وقيل : هو شعاعه وسطوعه ، والجمع أنوار ونيران ، وقد نار نورا واستنار) (٢).
وفي المصباح المنير : (النور ، الضوء وهو خلاف الظلمة ، والجمع أنوار ، وأنار الصبح إنارة أضاء ونور تنويرا واستنار استنارة كلها لازمة ، ونار الشيء ينور نيارا بالكسر ، وبه سمي أضاء أيضا فهو نير) (٣).
وأما معنى الضياء ، فالضوء : (بالضم ، الضياء وضاءت النار تضوء ضوءا وضوءا ، وأضاءت أيضا وأضاءت غيرها يتعدى) (٤).
من خلال هذا العرض يمكن لنا استخلاص معطيات الآيات القرآنية كما يلي :
أولا : تبين لنا أن الشمس قد وصفت بأنها «سراج ومضيء» والقمر دائما يوصف بأنه منير.
ثانيا : من المعلوم أن السراج تتقد فيه الحرارة المتوهجة فيرسل معها ضياء حراريا ، وهذا هو شأن الشمس ، أما الإنارة ، فهي التي تملأ الحيز نورا وضياء دونما حرارة ، وهذا هو شأن القمر ، فالقرآن إذا عرض الشمس وصفها بأنها سراج مضيء ، لأن حرارتها تنبعث من داخلها ، وإذا عرض القمر وصفه بأنه منير لأن إنارته وضياءه مستمد من الشمس لا من ذاته ، لأن القمر جرم قد برد مع مرور الزمن بعد تكوينه من الغبار ، كما سيؤكّده لنا علماء الفلك.
الحقائق العلمية :
هذا البيان القرآني المعجز ، الذي وصف به حقيقة كلّ من الشمس والقمر ،
__________________
(١) كتاب العين ، الخليل بن أحمد الفراهيدي ، تحقيق ، مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي ، بيروت ، دار الهلال ، د. ت ، ٦ / ٥٣.
(٢) لسان العرب ، لابن منظور ، ٥ / ٢٤١ ، وانظر : القاموس المحيط ، للفيروزآبادي ، ١ / ٦٢٨.
(٣) المصباح المنير ، أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي ، بيروت ، المكتبة العلمية ، د. ت ، ٢ / ٦٢٩.
(٤) مختار الصحاح ، أبو بكر الرازي ، ١ / ١٤٤.