وفي الكتاب القيم «الأرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية» : (لقد حدثت عمليات نشوء الجبال في التاريخ الجيولوجي الحديث بعدة مواقع حول العالم ، وتشمل هذه الأحزمة الجبلية الحديثة الكورديلير الأمريكية ، والتي تمتد على طول الحافة الغربية للأمريكيتين ... ومعظم هذه الأحزمة الجبلية قد تكونت خلال المائة مليون سنة الماضية ، وقد ابتدأ بعضها في التكون ، بما في ذلك الهيمالايا في مدة لا تزيد عن ٤٠ مليون سنة مضت ... وتتألف أحزمة بناء الجبال عادة من مرتفعات متوازية من الصخور الرسوبية والبركانية المطوية والمتصدّعة ، التي تكون بعض أجزائها قد تحولت تحولا شديدا ، واقتحمت بأجسام نارية حديثة نوعا ، وفي معظم الحالات تكون الصخور الرسوبية قد تراكمت في بحار عميقة وقد زاد سمكها عن ١٥٠٠٠ متر ، وكذلك من صخور أقل سمكا تراكمت في بحار ضحلة ، وعلاوة على ذلك فلا بد أن تكون هذه الصخور المشكّلة أكبر عمرا في معظمها من حادثة بناء الجبال التي تضمنتها ، مما يشير بالضرورة إلى فترة غير قصيرة من التراكم الهادئ المتبوع بحادثة مفاجأة من الطي والتصدّع) (١).
الإعجاز :
هذا طرف من الحديث عن نشأة الجبال الرسوبية والجبال والبركانية ... ورأينا كيف أن الجبال الرسوبية تتكون مما تلقيه الأنهار والرياح بعد عملية الحت والتعرية في اليابسة ، وثوران البراكين في قاعات البحار والمحيطات ، لتكوّن بعد ذلك الجبال ، أليس هذا إلقاء؟ ، ودليلا على عظمة القرآن الكريم وهو يثبت هذه الحقيقة الجيولوجية الرائعة ، (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ) ، وما الجبال البركانية إلا أجسام ضخمة مؤلفة من صخور ، وفتات بركاني قذفتها فوهات البراكين بشدّة ، ثم تساقطت على أطرافها وتراكمت فكانت الجبال ، أليس هذا كذلك إلقاء؟ ، ألقاه الله من البحار والبراكين لتتكون الجبال ، فسبحان من أشار إلى هذه الحقيقة الرائعة وسجلها في كتابه لتكون سابقة في مضمار إثبات الحقائق العلمية ، فقال تقدست أسماؤه : (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ).
__________________
كوكب الأرض ، إعداد ونشر ، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، الكويت ، الطبعة الثانية ، ١٩٨٧ ، ص : ٤٤ ، وانظر : موسوعة عالم المعرفة ، بيروت ، دار نوبليس ، الطبعة الأولى ١٩٩٦ ، ٤ / ٣٢١.
(١) الأرض مقدمة للجيولوجيا الطبيعية ، تاربوك ولو تجنز ، ص : ٥٠٩.