وفي تفسير «غاية البيان» : (وجمع الشمس والقمر ، يخسف القمر ويذهب ضوؤه ، ويصطدم بالشمس لضعف ما كان بينهما من تماسك ، فتكون نهاية العالم) (١).
وفي تفسير «بحر العلوم» : (ويقال : جمع الشمس والقمر ، يعني ، سوى بينهما في ذهاب نورهما ، وإنما قال : وجمع الشمس والقمر ، ولم يقل وجمعت ، لأن المؤنث والمذكر إذا اجتمعا ، فالغلبة للمذكر) (٢).
وقال الإمام القرطبي : (أي جمع بينهما في ذهاب ضوئهما ، فلا ضوء للشمس كما لا ضوء للقمر بعد خسوفه ... وقال ابن عباس وابن مسعود : جمع بينهما ، أي قرن بينهما في طلوعهما من المغرب أسودين مكوّرين مظلمين مقرنين كأنهما ثوران عقيران ، وقال عطاء : يجمع بينهما يوم القيامة ثم يقذفان في البحر ، فيكونان نار الله الكبرى ، وقال علي وابن عباس : يجعلان في نور الحجب ، وقد يجمعان في نار جهنم ، لأنهما قد عبدا من دون الله ولا تكون النار عذابا لهما لأنهما جماد ، وإنما يفعل ذلك بهما زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم ، وقيل : يجمع الشمس والقمر فلا يكون ثمّ تعاقب ليل ولا نهار) (٣).
هذا هو النبأ القرآني حول مصير القمر الذي سيجتمع مع الشمس ، وهذه هي معطيات النصوص القرآنية الكونية ، ولقد توصل علماء الفلك إلى هذه الحقيقة بعد بحث ودراسة مضنيين.
الحقائق العلمية :
ففي كتاب «النهاية» والذي يتحدث عن نهاية الكون والأفلاك ، يشير إلى أن كوكب الشمس سيصبح عملاقا أحمر ويلتقم بعض كواكبه بما فيهم القمر : (... وستبدو الأرض لمن ينظر إليها من خارجها محجوبة بغطاء مثلما يبدو لنا الزهرة الآن ، ويسود منظر السحاب حمرة شديدة حتى تؤدي الحرارة إلى غليان المحيطات تماما ، وتتبخر السحب والجو إلى الفضاء ، ويصبح الكوكب العاري بلا وسيلة دفاع في وجه العملاق الأحمر الذي يملأ كل سماء وقت النهار ، ولا يوجد أي أمل بالنسبة لعطارد والزهرة ،
__________________
(١) غاية البيان ، حسن علون وآخرون ، ٦ / ١١٤ ، وانظر : التفسير المنير ، وهبة الزحيلي ، بيروت ، دار الفكر المعاصر ، الطبعة الأولى ١٤١١ ه / ١٩٩١ ، ٢٩ / ٢٥٤.
(٢) بحر العلوم ، للسمرقندي ، ٣ / ٥٢٠.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، ١٩ / ٩٥.