من بقاع عميقة بالنسبة لها ، وذلك بحسب انحناء الأرض الكروي لذا جاءت (مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (١).
الحقائق العلمية :
سبق وأن أشرنا أن كروية الأرض أصبحت من الحقائق العلمية القطعية ، والتي لا يمكن أن يستريب بها أحد من الناس أبدا ، ذلك لأنها قد صورت عبر الأقمار الصناعية وشاهدها الناس ورأوها رأي عين ، ولكن لا حرج إن أوردنا بعضا من أبحاث العلماء التي تحتوي على طائفة من الأدلة العلمية التي تثبت كروية الأرض.
ففي «موسوعة الكون والفضاء والأرض» : (اعتقد الأقدمون بأن الأرض مسطحة ، رغم أن كثيرا من الشعوب القديمة عرفت كرويتها ، وحاولت إثباتها بأدلة علمية مثل شعوب بلاد ما بين النهرين ، ثم اليونان وبعدهم العرب ، لكن كروية الأرض لم تثبت بالشكل العلمي القاطع إلا بعد القرن الخامس عشر الميلادي ... فقد أصبحت كرويتها أكيدة ولا مجال للشك فيها ، إذ يكفي أن رواد الفضاء رأوها بأم أعينهم وزودونا بالصور والمعلومات الثابتة عن هذه الناحية ، إذا شكل الأرض كروي مفلطح عند القطبين مع انتفاخ عند خط الاستواء ، وذلك نتيجة لقياس قطري ومحيطي الأرض) (٢).
(وفي يوم ٢٢ ديسمبر ١٩٦٨ ، أظهرت شاشات الإذاعات المرئية صورا تركت أثارا عميقة في نفوس المشاهدين ، حيث كانت سفينة الفضاء (أبولو ٨) في طريقها نحو القمر ، وآلات تصويرها موجهة نحو الأرض ، لقد ظهر كوكبنا الأرضي على جميع شاشات الأجهزة العاملة ، كما يبدو من بعيد تبعا لكبر حجمه ، وكما شاهده الناس بمظهره الجديد ، دائرة مضيئة مرتسمة في نهاية الظلمة كان يبدو كالنجم ، وقد وصلت فيما بعد الصور التي التقطت بواسطة الأجهزة والآلات ، والتي عملت على إبراز الحقيقة المظهرية ذات الوضوح العظيم ، وبذلك أمكن تحويل الدائرة الأرضية ، وظروف هيكلها السماوي إلى حقيقة نابضة ، بعد ما عاشت تغلفها التأكيدات العائدة لآلاف السنين) (٣).
__________________
(١) الإنسان بين العلم والدين ، شوقي أبو خليل ، بيروت / دمشق ، دار الفكر ، الطبعة الرابعة ، ١٤٢٠ ه / ١٩٩٩ ، ص ١١٤.
(٢) موسوعة الكون والفضاء والأرض ، موريس شربل ورشيد فرحات ، ص ١٠٦.
(٣) الأجرام السماوية ، غيدو روجيري ، ترجمة عبد اللطيف أبو عرقوب ، ص ٧ ـ ٨.