قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

تحمیل

الإعجاز القرآني في ضوء الإكتشافات العلمي الحديث

249/444
*

يكون الزوال ببلد ولا يكون ببلد آخر ، وهكذا الطلوع والغروب وغير ذلك ، وكرية ما عدا ما ذكر لا يعلمها إلا الله تعالى ، نعم إنها لعظم جرمها الظاهر يشاهد كل قطعة وقطر منها كأنه مسطح ، وهكذا كل دائرة عظيمة ، وبذلك يعلم أنه لا تنافي بين المد وكونها كروية) (١).

وفي تفسير «إرشاد العقل السليم» : (أي في تعاقبهما في وجه الأرض ، وكون كل منهما خلفة للآخر بحسب طلوع الشمس وغروبها التابعين لحركات السموات وسكون الأرض ، أو في تفاوتهما بازدياد كل منهما بانتقاص الآخر وانتقاصه بازدياده ، باختلاف حال الشمس بالنسبة إلينا قربا وبعدا بحسب الأزمنة أو في اختلافهما وتفاوتهما بحسب الأمكنة ، أما في الطول والقصر فإن البلاد القريبة من القطب الشماليّ أيامها الصيفية أطول ولياليها الصيفية أقصر من أيام البلاد البعيدة منه ولياليها ، وأما في أنفسها فإن كروية الأرض تقتضي أن يكون بعض الأماكن ليلا وفي مقابله نهارا ، وفي بعضها صباحا وفي بعضها ظهرا أو عصرا أو غير ذلك) (٢).

ونجد الأمر ذاته في تفسير «التحرير والتنوير» مع زيادة تأكيد يقول : (والليل اسم لعرض الظلمة والسواد الذي يعمّ مقدار نصف من كرة الأرض الذي يكون غير مقابل للشمس ، فإذا حجب قرص الشمس عن مقدار نصف الكرة الأرضية بسبب التقابل الكروي ، تقلّص شعاع الشمس عن ذلك المقدار من الكرة الأرضية ، فأخذ النور في الضعف وعادت إليه الظلمة الأصلية التي ما أزالها إلّا شعاع الشمس ، ويكون تقلص النور مدرجا من وقت مغيب قرص الشمس عن مقابلة الأفق ابتداء من وقت الغروب ، ثم وقت الشفق الأحمر ثم الشفق الأبيض إلى أن يحلك السواد في وقت العشاء حين بعد قرص الشمس عن الأفق الذي ابتدأ منه المغيب ، وكلّما اقترب قرص الشمس من الأفق الآخر أكسبه ضياء من شعاعها ابتداء من وقت الفجر إلى الإسفار إلى الشروق إلى الضحى ، حيث يتم نور أشعة الشمس المتجهة إلى نصف الكرة تدريجا ، وذلك الضياء هو المسمى بالنهار وهو النور التام المنتظم على سطح الكرة الأرضية ، وإن كان قد يستنير سطح الكرة بالقمر في معظم لياليه استنارة غير تامة وبضوء بعض النجوم استنارة

__________________

(١) روح المعاني ، للآلوسي ، ١٣ / ٩٠.

(٢) إرشاد العقل السليم ، لأبي السعود ، ٢ / ١٢٧.