(وَالْبَحْرِ
الْمَسْجُورِ) قال : الموقد) .
وفي «إرشاد العقل
السليم» : ((وَالْبَحْرِ
الْمَسْجُورِ) أي المملوء وهو البحر المحيط أو الموقد) .
ويقول الزمخشري : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (أي المملوء ،
وقيل الموقد) .
وعند القرطبي : ((وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) قال مجاهد : الموقد المحمي بمنزلة التنور المسجور ... وقال
عبد الله بن عمرو : لا يتوضأ بماء البحر لأنه طبق جهنم) .
وفي «مفردات ألفاظ
القرآن» : (السجر ، تهييج النار ، يقال : سجرت التنور ، ومنه (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)) .
وفي «لسان العرب»
: (سجره ملأه ، سجرت النهر ملأته ، وقوله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ
سُجِّرَتْ) لا وجه له إلا أن تكون ملئت نارا ، وقوله تعالى : (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) جاء في التفسير أن البحر يسجر فيكون نار جهنم ، سجر يسجر
وانسجر امتلأ ، وكان علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : المسجور بالنار أي مملوء ، قال المسجور في كلام
العرب المملوء وقد سكرت الإناء وسجرته إذا ملأته) .
إذن يتضح لنا من
هذا الكلام ، أن المقصود بالمسجور هو الموقد أو المهيج بالنار ، وقسم الله سبحانه
وتعالى هذا فيه دلالة صريحة على وجود بحار مسجرة بالنيران ، إذ أن المقصود بالبحر
المسجور هنا هو من بحار الدنيا وليس الآخرة ، وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن
تتجلّى هذه الحقيقة القرآنية في عصر العلم ، ويصل علماء البحار إلى التأكد الجازم
من وجود براكين ملتهبة بالنار في القيعان.
__________________