حلة مكيفة الضغط والهواء ، كما أن الدم يندفع من مسام أجسامنا لو خف الضغط عليها ، ولهذا يستخدم رواد الفضاء بدلة مكيفة الضغط وأنبوبة (أكسجين) للتنفس) (١).
وتغيرات الغلاف الجوي هذه ، والشعور بالاختناق كلما ارتفعنا إلى السماء ، بسبب نقص الضغط الجوي ونقص (الأوكسجين) ، حقيقة صرح بها كتاب الله تعالى قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ، يقول مولانا عزوجل : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (٢).
ونحن نلحظ تشبيه القرآن الدقيق للذي يصعد في السماء ، كيف يكون صدره ضيقا حرجا بسبب هذا الصعود.
كما أن الحق قد أشار إلى ترقي الإنسان في طبقات السماء فقال الله سبحانه تعالى :
(فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (١٦) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (١٧) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (١٨) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩) فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (٢١)) (٣).
حقا ، لقد ركب الإنسان طبقا عن طبق ...
(ففي ٢١ يوليو عام ١٩٦٩ تمت رحلة سفينة الفضاء (أبوللو ١١) الأمريكية والتي حملت الرواد «نيل أرمسترنج» و «ألدرين» و «كولنينر» إلى القمر حيث هبط «آرمسترنج» و «ألدرين» على سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية بواسطة المركبة القمرية ، بينما ظل «كولنينر» ينتظرهما في مركبة أخرى تدعى (كولومبيا) كانت تدور حول القمر ، حتى التحمت بهما المركبة القمرية بعد أداء مهمتها على سطح القمر وعادوا جميعا سالمين إلى الأرض ، وقد ركبوا فعلا طبقا عن طبق.
ولقد تتابعت رحلات (أبوللو ١٢) ، ١٤ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٧ ، وانتهت في عام ١٩٧٢ ، أليس هذا أيضا طبقا عن طبق في سبيل الوصول إلى القمر) (٤).
ولقد أشار القرآن الكريم إلى غزو الفضاء ، وأن الثقلين الإنس والجن إن ترقّوا في
__________________
(١) الكون ، منصور حسب النبي ، ص : ١٨١.
(٢) سورة الأنعام ، الآية : ١٢٥.
(٣) سورة الانشقاق ، الآيات ١٦ ـ ٢١.
(٤) الكون ، منصور حسب النبي ، ص : ٢٣٠.