والخصائص والسمات التي ينطوي عليها كلّ منهما ، قد كشف عنه العلم مؤخرا بعد إثبات القرآن له ، وتحدث العلماء عن مصدر الطاقة الشمسية وعن التفاعلات النووية التي تحدث في داخلها وعن النتائج التي تفرزها تلك التفاعلات.
ففي الوقت الذي جاء فيه «أنيشتاين» بنظريته (النسبية الخاصة ، التي أثبت فيها تحول الكتلة إلى طاقة ، فتحت أمام العلماء آفاقا جديدة أطلوا منها على الشمس ، وبدراسة الشمس توصلوا إلى أن مصدر حرارة الشمس ونورها هو حدوث تفاعلات نووية داخل جرم الشمس ، تؤدي إلى دمج أربع نويات من الهيدروجين ، أي أربع (بروتونات) مكونة نواة واحدة من غاز (الهيليوم) ، وبما أن كتلة نواة غاز (الهيليوم) هي أصغر من الكتلة التي ألفتها نويات غاز (الهيدروجين) الأربعة بمقدار ٠٠٧ ، ٠ فإن هذه الكتلة الفائضة ، تتحول إلى طاقة من الحرارة والنور ، تطلقها الشمس نحو الفضاء المحيط بها وبمجموعتها الشمسية) (١).
ويحدثنا نفس الكتاب «الشمس» عن توهج الشمس ولهيبها : (... وسطح الشمس دائم الاضطراب والصخب ، إنما يلاحظ أن ذلك الاضطراب يزداد ويشتد خلال فترة الهياج الشمسي ، ومن أهم مظاهر الاضطراب الشديد اندفاع ألسنة من اللهب ، قاعدة كل منها تزيد مساحته على عدة ملايين الكيلومترات المربعة ، وتبلغ تلك الألسنة ارتفاعات كبيرة ، إذ يتجاوز بعضها مسافة ٣٥٠ ألف كم كما أن اندفاعها يكون خاطفا ... وقد تنطلق تلك الألسنة على شكل فوّارات عمودية من اللهب بينما يتخذ بعضها شكل أقواس نارية ، وتكون بعض الأقواس من الطول والضخامة إلى درجة تنعطف معها باتجاه سطح الشمس حيث تتصل به مؤلفة قنطرة مهيبة ... ومن مظاهر الهياج الشمسي الشواظ الشمسي ، والذي يبدو على شكل كتل غازية مضيئة ، تلاحظ في الطبقة التاجيّة من الشمس وقد قذفت بعيدا عنها إلى مسافة تزيد أحيانا على ٥٠٠ ألف كيلومتر ، ليتبدد بعضها في الفضاء ، بينما يرتد بعضها الآخر إلى سطح الشمس على شكل همرات (٢) ، أو كتل من الوهج) (٣).
__________________
(١) الشمس ، إبراهيم حلمي غوري ، ص : ٢٧ ، وانظر : دليل فيليب للنجوم والكواكب ، باتريك مور ، ترجمة ، عبد القوي عياد ، الرياض ، النشر العلمي والمطابع ، الطبعة الأولى ، ١٤٢١ ه / ٢٠٠٠ ، ص : ٦٢.
(٢) همرات : نوع من أنواع النشاط الشمسي.
(٣) الشمس ، إبراهيم حلمي غوري ، ص : ٣٢ ـ ٣٣.