عالية ، لا بد من أن الكون كان معتما ، فلم تكن (فوتونات) (١) أشعة تستطيع التحرك إلا لمسافة قصيرة جدا ، وبعدها ترتطم إما بجسيم أو (بفوتون) آخر ، ولكن عند ما أخذ الكون بالاتساع أخذت الأطوال الموجية (للفوتونات) في الكرة النارية الأولية بدورها بالاستطالة شيئا فشيئا ، وازدياد الأطوال الموجية يعني انخفاض الطاقة التي يحملها كل (فوتون) ، وبانخفاض الطاقة المحمولة في كل (فوتون) بدأت درجة حرارة الكرة النارية بالهبوط وابتدأ الكون بعدها بالبرودة ... وقد لعبت (الإلكترونات) (٢) الحرة المنطلقة حول الكرة النارية ، عند ما كان الكون في بدايته ساخنا ، دورا مهما في الإبقاء على عتمة الكون ، فقد كانت (الإلكترونات) الحرة تستطيع بسهولة وكفاءة تشتيت (الفوتونات) ، إذ لم يكن لأي (فوتون) المجال للتحرك بعيدا ، إذ كان ولا بد أن يرتطم (بالإلكترونات) السائبة) (٣).
ويقول صاحب كتاب «قصة الكون» : (إن الكون قد بدأ على شكل كتلة ساخنة جدا من المادة ، ولم يكن شبيها كليا بالمادة كما نعتقد ، بل كانت توجد فيه على الأقل كتلة من الجسيمات الذرية الأولية مزدحمة مع بعضها ، وقد قدر أن قطر هذه المادة لم يكن يتعدى بضع ملايين من الأميال ، أي أنه كان من الممكن أن يوضع في مدار الأرض حول الشمس ، ولا بد أن كثافة هذه المادة كانت مائة مليون طن لكل سنتيمتر مكعب ،
__________________
(١) الفوتون : photon ، عبارة عن كمية الطاقة الضوئية المرئية أو غير المرئية ، ويمتلك الفوتون طاقة وكمية حركة ، ويتمتع بكتلة تساوي طاقته مقسومة على مربع سرعة الضوء ، غير أنه ليس له كتلة سكون ، فهو دائم الحركة بسرعة تساوي سرعة الضوء ، وهو جسيم ليس له أي شحنة كهربائية.
انظر : الموسوعة الفلكية ، خليل بدوي ، عمّان ، عالم الثقافة ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٩ ، ص ٨٤.
(٢) الإلكترون : nortcele ، مشتق من الكلمة اليونانية ، nortktron ، والتى تعني الكهرمان ، وهو جسيم ذو شحنة كهربائية سالبة يدور حول نواة الذرة ، توجد الإلكترونات في الحالة الاعتيادية في مدراتها الرئيسية المستقرة في الذرات ، وبما أن عدد الإلكترونات يساوي عدد البروتونات في ذرة ما ، فإن شحنة الذرة تساوي صفرا. انظر : موسوعة الكويت العلمية للكيمياء ، الكويت ، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ، الطبعة الأولى ، ١٩٨٦ ، ١ / ٣٢٥ ، و ١ / ٦٢٦.
(٣) المجرات والكوازرات ، وليام كاوفمان ، ترجمة ، عبد الكريم السامرائي ، بغداد ، دار الشئون الثقافية العامة ، الطبعة الأولى ، ١٩٨٩ ، ص ١٣٧ ـ ١٣٨ ، وانظر : الانفجار الكبير ، أميد شمشك ، ترجمة ، أورخان محمد علي ، عمّان ، دار البشير ، الطبعة الأولى ، ١٤١٩ ه / ١٩٩٨ ص ٢٧ ، وانظر : الدقائق الثلاث الأولى من عمر الكون ، ستيفن ونبرغ ، ترجمة ، وائل الأتاسي ، دمشق ، منشورات وزارة الثقافة ١٩٨٦ ص : ٨١.