٢ ـ عدم التعارض
بين الحقيقة العلمية والقرآن.
وتجدر الإشارة هنا
إلى أنه لا تعارض بين نصوص القرآن والحقائق العلمية ، فإنه من المستحيل أن يتعارض
نص قرآني قطعي الدلالة مع حقيقة علمية ، لأن القرآن حق ، والحقيقة العلمية حق
وكلاهما مصدرهما واحد وهو الحق تبارك وتعالى القائل : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) .
(ويستحيل التصادم
بين الحقائق القرآنية وبين الحقائق العلمية لأنهما من مشكاة واحدة ، وينبغي أن
يكون من المسلّمات في أذهاننا أن الحقائق القرآنية المتعلقة بأيّ جانب من جوانب
الكون أو الإنسان والحيوان والنبات إذا كانت قطعية الدلالة لا يمكن أن تصادمها
حقيقة علمية توصل الجهد البشري إليها بناء على جهود المختصين خلال التاريخ الحضاري
للبشرية) .
(إن الحقيقة
العلمية إن لم يكن في القرآن ما يؤيدها فليس فيه قطعا ما يعارضها ، نعم قد يكون
هناك خلاف بين القرآن وبين بعض النظريات العلمية التي لم تبحث ولم تدرس بعد دراسة
كاملة وعلى ذلك فمن أراد أن يفهم من القرآن مبدءا علميا فعليه أن يتخصص في ذلك
العلم ويدرسه دراسة كاملة مستوفية ، ثم بعد ذلك يأتي للقرآن فيجده قد سبق البحث
الحديث والحقائق العلمية وأتى بالحقائق الرائعة التي لا تقبل شكا ولا جدلا ، لأنه
تنزيل الذي يعلم السر في السموات والأرض سبحانه) .
٣ ـ التمكن من
علوم اللغة العربية وعلوم الآلة.
بحيث يكون تفسيرنا
للآيات القرآنية خاضعا لدلالات اللغة العربية وقواعدها ، وعلم الصرف وأصول
الاشتقاق ، بالإضافة إلى علم البلاغة وأصول الفقه.
(وأن يكون الباحث
ملتزما بالمعاني اللغوية في اللغة العربية للآيات التي يريد إيضاح إشاراتها
العلمية ، لأن القرآن عربي ، كما أنه ينبغي أن يراعي التأليف بين الآيات وتناسبها
ومؤاخاتها ، فيربط بينها لتكون وحدة موضوعية متكاملة) .
__________________