المبحث الثالث
أبرز المعارضين من العلماء القدامى والمعاصرين
إذا كان قد وجد من
العلماء القدامى من دعا وتبنى قضية التفسير العلمي للقرآن ، فإن من العلماء
القدامى من قد عارض هذا الاتجاه ورده ، وعلى رأس هؤلاء العالم الأصولي الكبير ،
والذي أخذ كتابه «الموافقات» شهرة كبيرة في أوساط العلماء منذ قرون ، إنه الإمام
الشاطبي.
أولا ـ المعارضون
من العلماء القدامى :
الإمام أبو إسحاق
إبراهيم بن موسى الغرناطي الشاطبي :
عرض الإمام
الشاطبي في كتابه «الموافقات» لأمية الرسول ، وأمية هذه الأمة ، وساق أدلة على
أمية هذه الأمة من القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وبما أننا أمة أمية فإن الشريعة
التي نزلت فينا أمية كذلك؟ على هذا الأساس كان منطلق رده لقضية التفسير العلمي
للقرآن.
يقول الإمام
الشاطبي : (ما تقرر من أمية الشريعة وأنها جارية على مذاهب أهلها وهم العرب ينبني
عليه قواعد :
١ ـ منها : أن
كثيرا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدّ ، فأضافوا إليه كل علم يذكر
للمتقدمين أو المتأخرين : من علوم الطبيعيات ، والتعاليم والمنطق ، وعلم الحروف ،
وجميع ما نظر فيه الناظرون من هذه الفنون وأشباهها ، وهذا إذا عرضناه على ما تقدم
لم يصح ، وإلى هذا فإن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا
__________________