وقال الحارث بن المغيرة النّصري : قال لي الحكم بن عتيبة : إن مولاي علي بن الحسين عليهالسلام قال لي : «إنّما علم علي عليهالسلام كلّه في آية واحدة». قال : فخرج عمران بن أعين ليسأله ، فوجد عليّا عليهالسلام قد قبض ، فقال لأبي جعفر عليهالسلام : إن الحكم حدثنا عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه قال : «إن علم علي عليهالسلام كله في آية واحدة»؟
فقال أبو جعفر عليهالسلام : «وما تدري ما هي؟ قلت : لا. قال : «هي قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) ولا محدّث ، ثم أبان شأن الرسول ، والنبيّ ، والمحدّث (صلوات الله عليهم أجمعين» (١).
وقال بريد العجلي : سألت أبا جعفر عليهالسلام ، عن الرسول ، والنبيّ ، والمحدّث.
فقال : «الرسول : الذي تأتيه الملائكة ، ويعاينهم ، وتبلغه الرسالة من الله. والنبيّ : الذي يرى في المنام ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدّث : الذي يسمع صوت الملائكة وحديثهم ، ولا يرى شيئا ، بل ينقر في أذنيه ، وينكت في قلبه» (٢).
وقال عبد الله بن أبي يعفور : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أكان علي عليهالسلام ينكت في قلبه ، أو ينقر في صدره وأذنه؟ قال : «إنّ عليا عليهالسلام كان محدّثا».
قال : فلمّا أكثرت عليه ، قال : «إنّ عليا عليهالسلام يوم بني قريظة وبني النضير كان جبرائيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، يحدّثانه» (٣).
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣١.
(٢) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٦ ، ح ٣٢.
(٣) بصائر الدرجات : ص ٣٤١ ، ح ٢.