* س ١٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) (٥٥) [سورة القصص : ٥٢ ـ ٥٥]؟!
الجواب / قال أبو الجارود : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا. قال : «وما ذاك؟» قلت : قول الله عزوجل : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) إلى قوله : (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا).
قال : فقال : «قد آتاكم الله كما آتاهم ـ ثمّ تلا ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ)(١) يعني إماما تأتمّون به» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «بما صبروا على التقيّة». (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) ، قال : «الحسنة : التقيّة ، والسيئة : الإذاعة» (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : معناه : يدفعون بالمداراة مع الناس أذاهم عن أنفسهم (٤).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه ، والزكاة عن يساره ، والبرّ مطلّ عليه ، ويتنحى الصّبر ناحية ، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته ، قال الصبر للصلاة والزكاة : دونكما
__________________
(١) الحديد : ٢٨.
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ١٥٠ ، ح ٣.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ١٧٢ ، ح ١.
(٤) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٤٠٤.