قال (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) ولم يقل بما قدموا على التغليب للأظهر الأكثر ، فإن أكثر العمل لليدين ، والعمل للقلب وإن كان كثيرا ، فإنه أخفى. ثم نبههم سبحانه على توحيده فقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) أي : يوسعه (لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) أي : ويضيق لمن يشاء على حسب ما تقتضيه مصالح العباد (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي : في بسط الرزق لقوم ، وتضييقه لقوم آخرين (لَآياتٍ) أي دلالات (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) بالله.
* س ١٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٣٨) [سورة الروم : ٣٨]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «لما بويع لأبي بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك ، فأخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منها ، فجاءت فاطمة عليهاالسلام إلى أبي بكر ، فقالت : يا أبا بكر ، منعتني ميراثي من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر الله؟! فقال لها : هاتي على ذلك شهودا. فجاءت بأمّ أيمن ، فقالت : لا أشهد حتى احتجّ ـ يا أبا بكر ـ عليك بما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالت : أنشدك الله ـ يا أبا بكر ـ ألست تعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ أم أيمن امرأة من أهل الجنّة؟ قال : بلى. قالت : فأشهد أن الله أوحى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) فجعل فدكا لفاطمة عليهاالسلام بأمر الله. وجاء علي عليهالسلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتابا بردّ فدك ، ودفعه إليها ، فدخل عمر ، فقال : ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر : إنّ فاطمة ادّعت في فدك ، وشهدت لها أمّ أيمن وعليّ ، فكتبت لها بفدك. فأخذ عمر الكتاب من فاطمة عليهاالسلام فمزّقه ، وقال : هذا فيء للمسلمين ، وقال : أوس بن الحدثان ،