٢ ـ وقال الطبرسي في (مجمع البيان) في قوله تعالى : (لَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ مُبَيِّناتٍ) أي : دلالات واضحات بينات. (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي : من جملة تلك الدواب. وعنى به المكلفين دون من ليس بمكلف والصراط المستقيم ، الإيمان ، لأنه يؤدي إلى الجنة. وقيل : إن المراد يهدي في الآخرة إلى طريق الجنة (١).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٧) وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (٤٨) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (٤٩) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) (٥٢) [سورة النور : ٤٧ ـ ٥٢]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ، وعثمان ، وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ترضى برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقال عبد الرحمن بن عوف له : لا تحاكمه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنه يحكم له عليك ، ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهوديّ. فقال عثمان لأمير المؤمنين عليهالسلام : لا أرضى إلا بابن شيبة ، فقال ابن شيبة : تأتمنون رسول الله على وحي السّماء ، وتتّهمونه في الأحكام! فأنزل الله على رسوله : (وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ) إلى قوله :
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٢٦١.