قرأ هذه الآية : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) ـ قالت فاطمة ـ فجئت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أقول له : يا أباه ، فجعلت أقول : يا رسول الله. فأقبل عليّ ، وقال : يا بنيّة ، لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل ، قال : أنت منّي ، وأنا منك ، وإنما نزلت في أهل الجفاء ، وإنّ قولك : يا أباه ، أحبّ إلى قلبي ، وأرضى للربّ ، ثم قال : أنت نعم الولد ، وقبّل وجهي ، ومسحني من ريقه ، فما احتجت إلى طيب بعده» (١).
وقال علي بن إبراهيم ، في معنى الآية : لا تدعوا رسول الله كما يدعو بعضكم بعضا. ثمّ قال : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) ـ يعني بليّة ـ (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) قال : القتل» (٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «يقول : لا تقولوا يا محمّد ، ولا يا أبا القاسم ، ولكن قولوا : يا نبيّ الله ، ويا رسول الله ، قال الله : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) أي يعصون أمره (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «فتنة في دينه ، أو جراحه لا يأجره الله عليها» (٤).
* س ٣٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٦٤) [سورة النور : ٦٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم عظم سبحانه نفسه
__________________
(١) مناقب ابن المغازلي : ص ٣٦٤ ، ح ٤١١.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٠.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٠.
(٤) الكافي : ج ٨ ، ص ٨٧ ، ح ٥١.