* س ٢٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (٢٠٥) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (٢٠٦) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ)(٢٠٧) [سورة الشعراء : ٢٠٥ ـ ٢٠٧]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في منامه بني أميّة يصعدون على منبره من بعده ، ويضلّون الناس عن الصراط القهقرى (١) ، فأصبح كئيبا حزينا ـ قال ـ فهبط عليه جبرئيل عليهالسلام ، فقال : يا رسول الله ، مالي أراك كئيبا ، حزينا؟ قال : يا جبرئيل ، إني رأيت بني أميّة في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ، ويضلّون الناس عن الصّراط القهقرى! فقال : والذي بعثك بالحقّ نبيّا ، إن هذا شيء ما اطّلعت عليه. فعرج إلى السماء ، فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها ، قال : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) ، وأنزل عليه : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(٢) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خيرا من ألف شهر ، ملك بني أميّة» (٣).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام ، في قوله عزوجل : (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ) ، قال : «خروج القائم عليهالسلام» (ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ) ، قال : «هم بنو أميّة الذين متّعوا في دنياهم» (٤).
__________________
(١) القدر : ١ ـ ٣.
(٢) الكافي : ج ٤ ، ص ١٥٩ ، ح ١٠.
(٣) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٩٢ ، ح ١٨.
(٤) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٥٥.