فقال الصادق عليهالسلام : فهذا الجدال بالتي هي أحسن ، لأن فيه انقطاع عرى الكافرين ، وإزالة شبههم ، وأما الجدال بغير التي هي أحسن ، فأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرّق بينه وبين باطل من تجادله ، وإنّما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق ، فهذا هو المحرّم ، لأنك مثله ، جحد هو حقّا ، وجحدت أنت حقّا آخر» (١).
٤ ـ قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) ، في قوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ـ بعدما ذكر أقوالا عدة ـ : والأولى أن يكون معناه : إلا الذين ظلموك في جدالهم ، أو في غيره مما يقتضي الإغلاظ لهم ، فيجوز أن يسلكوا معهم طريقة الغلظة ...
(وَقُولُوا) لهم ، في المجادلة ، وفي الدعوة إلى الدين (آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) أي : بالكتاب الذي أنزل إلينا ، وبالكتاب الذي أنزل إليك (وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ) لا شريك له (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) أي : مخلصون طائعون (٢).
* س ١٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ) (٤٧) [سورة العنكبوت : ٤٧]؟!
الجواب / قال أبو جعفر عليهالسلام ، في قول الله عزوجل : (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) ، قال : «هم آل محمد عليهمالسلام (وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) ، يعني أهل الإيمان من أهل القبلة» (٣).
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري عليهالسلام : ص ٥٢٧.
(٢) مجمع البيان : ج ٨ ، ص ٣٢.
(٣) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٤٣١ ، ح ٩.