وقال علي بن إبراهيم القمّي : في قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ) ، قال : يختار الله الإمام ، وليس لهم أن يختاروا.
ثمّ قال : (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) ، قال : ما عزموا عليه من الاختيار ، وأخبر الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل ذلك (١).
ومن طريق المخالفين : ما رواه الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في كتابه المستخرج من التفاسير الإثني عشر ـ وهو من مشايخ أهل السنّة ـ في تفسير قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) ، يرفعه إلى أنس بن مالك ، قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن هذه الآية ، فقال : «إن الله خلق آدم من الطين كيف يشاء ويختار ، وإن الله تعالى اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق ، فانتجبنا ، فجعلني الرسول ، وجعل عليّ بن أبي طالب الوصيّ ، ثم قال : (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) ، يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكنّي أختار من أشاء ؛ فأنا وأهل بيتي صفوته ، وخيرته من خلقه ، ثمّ قال : (سُبْحانَ اللهِ) يعني تنزّها لله عما يشركون به كفّار مكّة ، ثمّ قال : (وَرَبُّكَ) يعني يا محمّد (يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ) من بغض المنافقين لك ، ولأهل بيتك (وَما يُعْلِنُونَ) بألسنتهم من الحب لك ، ولأهل بيتك» (٢).
* س ٢١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٧٠) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (٧١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٣.
(٢) الطرائف : ص ٩٧ ، ح ١٣٦.