فذهب بعضهم إلى أنها من المتشابهات التي استأثر الله تعالى بعلمها ، ولا يعلم تأويلها إلا هو ، وهذا هو المروي عن أئمتنا عليهمالسلام. وروت العامة عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : «إنّ لكل كتاب صفوة ، وصفوة هذا الكتاب حروف التهجّي». وعن الشعبي ، قال : لله في كل كتاب سرّ ، وسرّه في القرآن سائر حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور. وفسّرها آخرون على وجوه (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : (الم) هو حرف من حروف اسم الله الأعظم المقطّع في القرآن ، الذي يؤلّفه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والإمام ، فإذا دعا به أجيب» (٢).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (٢) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (٣) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٤) مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥) وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (٦) [سورة العنكبوت : ٢ ـ ٦]؟!
الجواب / قال محمد بن يعقوب : روي أن أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) ، قال في خطبة ـ وذكر الخطبة إلى أن قال عليهالسلام ـ : «ولكنّ الله عزوجل يختبر عبيده بأنواع الشدائد ، ويتعبّدهم بأنواع المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتكبّر من قلوبهم ، وإسكانا للتذلّل في أنفسهم ، وليجعل ذلك أبوابا إلى فضله ، وأسبابا ودليلا لعفوه وفتنته ، كما قال : (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ١ ، ص ١١٢.
(٢) معاني الأخبار : ص ٢٣ ، ح ٢.