وقال أبو عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) أمير المؤمنين عليهالسلام القصر المشيد ، والبئر المعطّلة ، فاطمة عليهاالسلام وولدها ، معطّلون من الملك» (١).
وقيل أنه عليهالسلام قال : «القصر المشيد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والبئر المعطلة علي عليهالسلام» (٢).
* س ٢٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (٤٦) [سورة الحج : ٤٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : ثم حث سبحانه على الاعتبار بحال من مضى من القرون المكذبة لرسلهم فقال : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) أي : أو لم يسر قومك يا محمد في أرض اليمن والشام ، (فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) أي يعلمون بها ما يرون من العبر. والمعنى : فيعقلون بقلوبهم ما نزل بمن كذب قبلهم (أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) أخبار الأمم المكذبة (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) الهاء في أنها ضمير القصة والجملة بعدها تفسيرها. قال الزجاج : وقوله (الَّتِي فِي الصُّدُورِ) من التوكيد الذي يورده العرب في الكلام ، كقوله : (عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) ، وقوله : (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ) ، وقوله : (يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ). وقيل : إنه إنما ذكر ذلك لئلا يتوهم إلى غير معنى القلب نحو قلب النخلة ، فيكون أنفى للبس بتجوز الاشتراك ، وكذلك قوله : (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ) لأن القول قد يكون بغير الفم. والمعنى : إن الأبصار وإن كانت عمياء ، فلا تكون في
__________________
(١) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٤ ، ح ٢٦.
(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ج ٣ ، ص ٨٨.