* س ٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١) قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (٧٢) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (٧٣) قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (٧٤) قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (٧٥) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ) (٧٧) [سورة الشعراء : ٦٩ ـ ٧٧]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم قال سبحانه : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) يا محمد (نَبَأَ إِبْراهِيمَ) أي : خبر إبراهيم ، فإنه شجرة الأنبياء ، وبه افتخار العرب ، وفيه تسلية لك ، وعظة لقومك. (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ) على وجه الإنكار عليهم (ما تَعْبُدُونَ) أي : أي شيء تعبدون من دون الله (قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) أي : فنظل لها مصلين ... وقيل : معناه فنقيم على عبادتها مداومين. (قالَ) إبراهيم (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ) أي : هل يسمعون دعاءكم (إِذْ تَدْعُونَ) معناه : هل يستجيبون دعاءكم إذا دعوتموهم (أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ) إذا عبدتموهم (أَوْ يَضُرُّونَ) إن تركتم عبادتها. وفي هذا بيان أن الدين إنما يثبت بالحجة ، ولو لا ذلك لم يحاجهم إبراهيم عليهالسلام هذا الحجاج.
(قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ) وهذا إخبار عن تقليدهم آباءهم في عبادة الأصنام (قالَ) إبراهيم عليهالسلام منكرا عليهم التقليد (أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) أي : الذي كنتم تعبدونه من الأصنام (أَنْتُمْ) الآن (وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ) أي المتقدمون ، أي : والذين كان آباؤكم يعبدونهم. وإنما دخل لفظة كان ، لأنه جمع بين الحال والماضي. (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) معناه : إن عبادة الأصنام مع الأصنام ، عدو لي إلا أنه غلب ما يعقل. وقيل : إنه يعني الأصنام. وإنما قال : (فَإِنَّهُمْ) فجمعها جمع العقلاء ، لما وصفها بالعداوة