لنحلفنّ (لِوَلِيِّهِ) منهم (ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) يقول : لنفعلنّ ، فأتوا صالحا ليلا ليقتلوه ، وعند صالح ملائكة يحرسونه ، فلمّا أتوه قاتلتهم الملائكة في دار صالح رجما بالحجارة ، فأصبحوا في داره مقتّلين ، وأخذت قومه الرّجفة ، وأصبحوا في دارهم جاثمين ... (١).
* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) (٥٣) [سورة النمل : ٥٠ ـ ٥٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : قال الله تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً) أي : جازيناهم جزاء مكرهم بتعجيل عقوبتهم (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) بمكر الله بهم ، فإنهم دخلوا على صالح ليقتلوه ، فأنزل الله سبحانه الملائكة ، فرموا كل واحد منهم بحجر حتى قتلوهم ، وسلم صالح من مكرهم ..».
وقيل : إن الله أمر صالحا بالخروج من بينهم ، ثم استأصلهم بالعذاب. وقيل : نزلوا في سفح جبل ينظر بعضهم بعضا ، ليأتوا صالحا ، فخر عليهم الجبل ...
(فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ) أي : أهلكناهم بما ذكرناه من العذاب (وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) بصيحة جبرائيل (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ) أشار إلى بيوتهم ، والمعنى فانظر إليها (خاوِيَةً) نصب على الحال أي : فارغة خالية (بِما ظَلَمُوا) أي بظلمهم ، وشركهم بالله تعالى. (إِنَّ فِي ذلِكَ) أي : في
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٢.