أقول وربما سائل سيسأل هل أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعلم بكذبها أم لا؟ فيكون الجواب هذه الرواية :
قال عبد الله بن بكير : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بقتل القبطي ، وقد علم أنّها قد كذبت عليه ، أو لم يعلم ، وإنّما دفع الله عن القبطي القتل بتثبّت علي عليهالسلام؟ فقال : «بلى ، قد كان والله أعلم ، ولو كانت عزيمة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القتل ما انصرف عليّ عليهالسلام حتّى يقتله ، ولكن إنما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لترجع عن ذنبها ، فما رجعت ، ولا اشتدّ عليها قتل رجل مسلم بكذبها» (١).
* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (١٥) وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (١٦) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (١٨) [سورة النور : ١٢ ـ ١٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) :
١ ـ (لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً) معناه : هلا حين سمعت هذا الإفك من القائلين له ، ظن المؤمنون والمؤمنات بالذين
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣١٩.