كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٦٩) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (٧٠) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٧١) قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) (٧٢) [سورة النمل : ٦٦ ـ ٧٢]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قوله : (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) يقول : «علموا ما كانوا جهلوا في الدنيا» (١).
وقال علي بن إبراهيم : ثمّ حكى الله عزوجل قول الدهرية ، فقال : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي أكاذيب الأوّلين ، فحزن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لذلك ، فأنزل الله تعالى : (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ).
ثم حكى أيضا قولهم : (وَيَقُولُونَ) يا محمد (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
(قُلْ) لهم (عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) أي قد قرب من خلفكم (بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ) ثمّ قال : (إِنَّكَ) يا محمد (لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)(٢) أي أنّ هؤلاء الذين تدعوهم لا يسمعون ما تقول ، كما لا يسمع الموتى والصمّ (٣).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٧٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ) (٧٤) [سورة النمل : ٧٣ ـ ٧٤]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسيّ (رحمهالله تعالى) : ثم قال ـ تعالى ـ :
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٣٢.
(٢) النمل : ٨٠.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٢٩.