س ١٢ : ما هو معنى قوله تعالى :
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) (٢٣) [سورة الحج : ٢٣]؟!
الجواب / قال أبو بصير : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : جعلت فداك ـ يابن رسول الله ـ شوّقني.
فقال : «يا أبا محمد ، إن من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها على قلوب أهلها يوم الأخذ بالكظم والخناق من مسيرة ألف عام من مسافة أهل الدنيا ، وإنّ أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به أهل الثقلين الجنّ والإنس لوسعهم طعاما وشرابا ، ولا ينقص مما عنده شيء ، وإنّ أيسر أهل الجنة منزلا يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق ، فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء الله ممّا يملأ عينيه قرّة ، وقلبه مسرّة.
فإذا شكر الله وحمده قيل له : أرفع رأسك إلى الحديقة الثانية ، ففيها ما ليس في الأخرى ، فيقول : يا ربّ أعطني هذه ؛ فيقول الله تعالى : إن أعطيتكها سألتني غيرها ؛ فيقول : ربّ ، هذه هذه ؛ فإذا دخلها شكر الله وحمده» قال : «فيقال : افتحوا له بابا إلى الجنّة ، ويقال له : ارفع رأسك ؛ فإذا قد فتح له باب من الخلد ، ويرى أضعاف ما كان هو فيه فيما قبل ، فيقول عند مضاعفة مسرّاته : ربّ لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان ، وأنجيتني من النيران».
قال أبو بصير : فبكيت ، وقلت له : جعلت فداك ، زدني ، قال : «يا أبا محمد ، إنّ في الجنة نهرا في حافّتيه جوار نابتات ، إذا مرّ المؤمن بجارية أعجبته قلعها ، وأنبت الله مكانها أخرى».