فقال له أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله خلق خلقا ، فجعل فيهم آلة الاستطاعة ثمّ لم يفوّض إليهم ، فهم مستطيعون للفعل ، وقت الفعل ، مع الفعل ، إذا فعلوا ذلك الفعل ، فإذا لم يفعلوه في ملكه ، لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه ، لأنّ الله عزوجل أعزّ من أن يضادّه في ملكه أحد».
قال البصريّ : فالناس مجبورون؟
قال : «لو كانوا مجبورين ، كانوا معذورين».
قال : ففوّض إليهم؟
قال : «لا».
قال : فما هم؟
قال : «علم منهم فعلا ، فجعل فيهم آلة الفعل ، فإذا فعلوا ، كانوا مع الفعل مستطيعين».
قال البصريّ : أشهد أنّه الحق أو أنّكم أهل بيت النبوّة والرسالة (١).
* س ١٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ (٦٣) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (٦٤) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ (٦٥) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٦٦) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (٦٧) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (٦٨) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٦٩) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٠) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ
__________________
(١) الكافي : ج ١ ، ص ١٢٣ ، ح ٢.