* س ١٠ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً) (٢١) [سورة الفرقان : ٢١]؟!
الجواب / قال الطبرسيّ : ثم حكى سبحانه عن حال الكفار بقوله : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) أي : لا يأملون لقاء جزائنا. وهذا عبارة عن إنكارهم البعث والمعاد. وقيل : معناه لا يخافون ، فهي لغة تهامة. وهذيل يضعون الرجاء موضع الخوف إذا كان معه جحد ، لأن من رجا شيئا خاف فوته ، فإنه إذا لم يخف كان يقينا ، ومن خاف شيئا رجا الخلاص منه. فوضع أحدهما موضع الآخر. (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) أي : هلا أنزل الملائكة ليخبرونا بأن محمد نبي (أَوْ نَرى رَبَّنا) فيخبرنا بذلك ، ويأمرنا باتباعه وتصديقه.
قال الجبائي : وهذا يدل على أنهم كانوا مجسمة ، فلذلك جوزوا الرؤية على الله. ثم أقسم الله عز اسمه فقال : (لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا) بهذا القول (فِي أَنْفُسِهِمْ) أي : طلبوا الكبر والتجبر بغير حق (وَعَتَوْا) بذلك أي : طغوا وعاندوا (عُتُوًّا كَبِيراً) أي : طغيانا وعنادا عظيما ، وتمردوا في رد أمر الله تعالى غاية التمرد (١).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) (٢٢) [سورة الفرقان : ٢٢]؟!
الجواب / وفي كتاب (الجنّة والنار) : عن سعيد بن جناح ، قال : حدّثني
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٢٩٠ ـ ٢٩١.