* س ٩ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (٤٢) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (٤٣) [سورة القصص : ٤٢ ـ ٤٣]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) :
١ ـ قوله (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً) أي : أردفناهم لعنة بعد لعنة ، وهي البعد عن الرحمة والخيرات. وقيل : معناه ألزمناهم اللعنة في هذه الدنيا ، بأن أمرنا المؤمنين بلعنهم ، فلعنوهم.
(وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) أي : من المهلكين ... وقيل : من المشوهين في الخلقة بسواد الوجوه ، وزرقة الأعين ... وقيل : من الممقوتين المفضوحين (١).
٢ ـ قال : ثم ذكر سبحانه من أخبار موسى عليهالسلام ما فيه دلالة على معجزة نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) يعني التوراة (مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى) أي : الجموع التي كانت قبله من الكفار ، مثل قوم نوح وعاد وثمود. ويجوز أن يريد بالقرون قوم فرعون ، لأنه سبحانه أعطاه التوراة بعد إهلاكهم بمدة (بَصائِرَ لِلنَّاسِ) أي : حججا وبراهين للناس ، وعبرا يبصرون بها أمر دينهم ، وأدلة يستدلون بها في أحكام شريعتهم. (وَهُدىً) أي : دلالة لمن اتبعه يهتدي بها (وَرَحْمَةً) لمن آمن به (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) أي : يتعظون ويعتبرون.
وجاءت الرواية بالإسناد عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ما أهلك الله قوما ، ولا قرنا ، ولا أمة ، ولا أهل قرية ، بعذاب من السماء ، منذ
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٤٤٠.