وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)(١)» (٢).
* س ٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٦٨) [سورة الشعراء : ٦٤ ـ ٦٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : قوله : (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) أي : قربنا إلى البحر فرعون وقومه حتى أغرقناهم ... وقيل : معناه جمعنا في البحر فرعون وقومه ... وقيل : معناه وقربناهم إلى المنية لمجيء وقت هلاكهم. (وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ) يعني بني إسرائيل أنجينا جميعهم من الغرق والهلاك (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) فرعون وجنوده (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) معناه : إن في فلق البحر ، وإنجاء موسى وقومه ، وإغراق فرعون وقومه ، لدلالة واضحة على توحيد الله ، وصفاته التي لا يشاركه فيها غيره.
(وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) معناه : إنهم مع هذا السلطان الظاهر ، والبرهان الباهر ، والمعجز القاهر ، ما آمن أكثره ، فلا تستوحش يا محمد من قعود قومك عن الحق الذي تأتيهم به ، وتدلهم عليه ، فقد جروا على عادة أسلافهم في إنكار الحق ، وقبول الباطل (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) في سلطانه (الرَّحِيمُ) بخلقه. وقيل : العزيز في انتقامه من أعدائه ، الرحيم في إنجائه من الهلاك لأوليائه. وقيل : إنه لم يؤمن من أهل مصر غير آسية امرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، ومريم التي دلت على عظام يوسف (٣).
__________________
(١) يونس : ٩١.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٨.
(٣) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٣٣.