من كل بدنة منها جذوة (١) من لحم ، ثم تطرح في برمة (٢) ، ثم تطبخ ، فأكل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام وحسيا من مرقها ، ولم يعطيا الجزّارين جلودها ولا جلالها ولا قلائدها ، وتصدّق به ، وحلق وزار البيت ، ورجع إلى منى ، وأقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق ، ثم رمى الجمار ، ونفر حتى انتهى إلى الأبطح ، فقالت له عائشة : يا رسول الله ، ترجع نساؤك بحجّة وعمرة معا ، وأرجع بحجّة؟ فأقام بالأبطح ، وبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم ، فأهلّت بعمرة ، ثم جاءت وطافت بالبيت وصلّت ركعتين عند مقام إبراهيم عليهالسلام ، وسعت بين الصفا والمروة ، ثم أتت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فارتحل من يومه ، ولم يدخل المسجد الحرام ، ولم يطف بالبيت ، ودخل من أعلى مكة من عقبة المدنيّين ، وخرج من أسفل مكة من ذي طوى» (٣).
وقال عبيد الله بن علي الحلبي ، سألت أبا عبد الله عليهالسلام : لم جعلت التلبية؟ فقال : «إنّ الله عزوجل أوحى إلى إبراهيم عليهالسلام : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً) فنادى فأجيب من كلّ فج عميق يلبّون» (٤).
* س ١٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) (٢٨) [سورة الحج : ٢٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال سلمة بن محرز : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ جاءه رجل ، يقال له : أبو الورد ، فقال لأبي عبد الله عليهالسلام : رحمك الله ، إنك لو
__________________
(١) البقرة : ١٩٩.
(٢) أي قطعة.
(٣) البرمة : القدر مطلقا ، وهي في الأصل المتخذة من الحجر. «النهاية : ج ١ ، ص ١٢١».
(٤) الكافي : ج ٤ ، ص ٢٤٥ ، ح ٤.