* س ٨ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ (٣٨) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ (٣٩) فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (٤٠) وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (٤١) [سورة القصص : ٣٨ ـ ٤١]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم القمي : فبنى هامان له في الهواء صرحا ، حتى بلغ مكانا في الهواء لا يتمكن الإنسان أن يقوم عليه من الرياح القائمة في الهواء ، فقال لفرعون : لا نقدر أن نزيد على هذا. فبعث الله رياحا ، فرمت به ، فاتخذ فرعون وهامان ، عند ذلك التابوت ، وعمدا إلى أربعة أنسر ، فأخذا أفراخها وربّياها ، حتى إذا بلغت القوة ، وكبرت ، عمدا إلى جوانب التابوت الأربعة ، فغرسا في كلّ جانب منه خشبة ، وجعلا على رأس كل خشبة لحما ، وجوّعا الأنسر ، وشدّا أرجلها بأصل الخشبة ، فنظرت الأنسر إلى اللحم ، فأهوت إليه ، وصفقت بأجنحتها ، وارتفعت بهما في الهواء ، وأقبلت تطير يومها ، فقال فرعون لهامان : انظر إلى السّماء ، هل بلغناها؟ فنظر هامان ، فقال : أرى السّماء كما كنت أراها من الأرض في البعد. فقال : انظر إلى الأرض. فقال : لا أرى الأرض ، ولكني أرى البحار والماء.
قال : فلم تزل الأنسر ترتفع ، حتى غابت الشمس ، وغابت عنهم البحار والماء ، فقال فرعون : يا هامان ، انظر إلى السّماء. فنظر ، فقال : أراها كما كنت أراها من الأرض. فلمّا جنّهم الليل ، نظر هامان إلى السّماء ، فقال فرعون : هل بلغناها؟ قال : أرى الكواكب كما كنت أراها من الأرض ، ولست