وقل داعيا (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) وقال الجبائي : المنزل المبارك هو السفينة. وقال مجاهد : قال ذلك حين خرج من السفينة. وقال الحسن : كان في السفينة سبعة أنفس من المؤمنين ، ونوح ثامنهم. وقيل : ستة. وقيل : ثمانين. وقيل : إنه هلك كل ما كان على وجه الأرض إلّا من نجا مع نوح في السفينة.
وقال الحسن : كان طول السفينة ألفا ومئتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع. وكانت مطبقة تسير بين ماء السماء وبين ماء الأرض.
ثم قال تعالى (إِنَّ فِي ذلِكَ) يعني فيما أخبرناك به وقصصنا عليك (لَآياتٍ) ودلالات للعقلاء ، يستدلون بها على توحيد الله وصفاته (وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) أي وإن كنا مختبرين عبادنا بالاستدلال على خالقهم بهذه الآيات ، ومعرفته وشكره على نعمه عليهم ، وبعبادته وطاعته وتصديق رسله (١).
* س ١١ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (٣١) فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٣٢) وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (٣٣) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (٣٤) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (٣٧) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (٣٨) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٣٩) قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) (٤٠) [سورة المؤمنون : ٣١ ـ ٤٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : ثم عطف سبحانه على
__________________
(١) التبيان : ج ٧ ، ص ٣٦٢ ـ ٣٦٤.