وسأل يزيد بن سلّام ، رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : لم سمّي الفرقان فرقانا؟ قال : «لأنّه متفرّق الآيات ، والسّور أنزلت في غير الألواح ، وغيره من الصّحف والتوراة والإنجيل والزّبور أنزلت كلّها جملة في الألواح والورق» (١).
* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً (٢) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (٣) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (٤) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) (٦) [سورة الفرقان : ٢ ـ ٦]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : ثمّ مدح الله عزوجل نفسه ، فقال : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إلى قوله تعالى : (تَقْدِيراً).
ثمّ احتجّ عزوجل على قريش في عبادة الأصنام ، فقال : (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) إلى قوله تعالى : (وَلا نُشُوراً) ثمّ حكى عزوجل أيضا ، فقال : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا) يعني القرآن (إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) قالوا : إنّ هذا الذي يقرؤه محمد ، ويخبرنا به ، إنّما يتعلّمه من اليهود ، ويكتبه من علماء النصارى ، ويكتب عن رجل يقال له : ابن قبيصة (٢) ، ينقله عنه بالغداة والعشيّ. فحكى الله سبحانه قولهم ، وردّ عليهم ، فقال : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ) إلى
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٤٧٠ ، ح ٣٣.
(٢) في طبعة : قبيطة.