تريد؟». قال : إنّ رجلا من أولياء الله قد توفي ، فأنا أحفر له قبرا. فقال له موسى : «ألا أعينك عليه؟» فقال : بلى. قال : فحفر القبر ، فلما فرغا أراد الرجل أن ينزل إلى القبر ، فقال له موسى : «ما تريد؟» قال : أدخل القبر فانظر كيف مضجعه؟ فقال له موسى : «أنا أكفيك» فدخل موسى عليهالسلام ، فاضطجع فيه ، فقبض ملك الموت روحه ، وانضمّ عليه الجبل (١).
وقال الطّبرسيّ : قارون كان من بني إسرائيل ، ثم من سبط موسى ، وهو بن خالته. قال : وروي ذلك عن أبي عبد الله عليهالسلام (٢).
* س ٢٤ : ما هو معنى قوله تعالى :
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٨٣) [سورة القصص : ٨٣]؟!
الجواب / قال حفص بن غياث : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «يا حفص ، ما منزلة الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة ، إذا اضطررت إليها أكلت منها. يا حفص ، إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد عاملون ، وإلى ما هم صائرون ، فحلم عنهم عند أعمالهم السيّئة لعلمه السابق فيهم ، فلا يغرّنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت» ثم تلا قوله : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) الآية ، وجعل يبكي ويقول : «ذهبت والله الأماني عند هذه الآية».
ثم قال : «فاز والله الأبرار ، أتدري من هم؟ هم الذين لا يؤذون الذرّ (٣) ، كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار جهلا. يا حفص ، إنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد ، من تعلّم وعلّم ، وعمل بما علم ،
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٤.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٤١٥.
(٣) الذر : جمع ذرّة ، وهي أصغر النمل. «الصحاح ـ ذرر ـ ج ٢ ، ص ٦٦٣».