عُوقِبَ بِهِ) حين أرادوا أن يقتلوه (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) يعني بالقائم عليهالسلام من ولده (١).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «سمعت أبي محمد بن علي عليهالسلام كثيرا ما يردد هذه الآية : (وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) قلت : يا أبت ـ جعلت فداك ـ أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام خاصّة؟ [قال : «نعم»](٢).
* س ٣٧ : ما هو معنى قوله تعالى :
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (٦٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (٦٣) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٦٤) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٦٥) وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) (٦٦) [سورة الحج : ٦١ ـ ٦٦]؟!
الجواب / قال الشيخ الطوسي (رحمهالله تعالى) : معنى ذلك أن «ذلك» الأمر (بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) أي يدخل الليل على النهار ، والإيلاج الإدخال بإكراه ... وإنما قال يولج الليل في النهار ـ ههنا ـ لأن ذلك يقتضي أن ذلك صادر من مقتدر لولاه لم يكن كذلك. وقيل : معنى (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) أن يدخل ما انتقص من ساعات الليل في النهار ، وما انتقص من
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ٢ ، ص ٨٦.
(٢) تأويل الآيات : ج ١ ، ص ٣٤٩ ، ح ٣٦.