يدعو إلى ولاية علي عليهالسلام ، أما بلغك قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه؟» (١).
* س ٣٣ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (٥٦) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً) (٥٨) [سورة الفرقان : ٥٦ ـ ٥٨]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ (رحمهالله تعالى) : قوله : (وَما أَرْسَلْناكَ) يا محمد (إِلَّا مُبَشِّراً) بالجنة (وَنَذِيراً) من النار. (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الكفار (ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) أي : على القرآن وتبليغ الوحي (مِنْ أَجْرٍ) تعطونيه (إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) بإنفاقه ماله في طاعة الله ، واتباع مرضاته ، والمعنى : إني لا أسألكم لنفسي أجرا ، ولكني لا أمنع من إنفاق المال في طلب مرضاة الله سبحانه ، بل أرغب فيه ، وأحث عليه. وفي هذا تأكيد لصدقه ، لأنه له طلب على تبليغ الرسالة أجرا ، لقالوا : إنما يطلب أموالنا.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) أي : فوض أمورك إليه ، فإنه ينتقم لك ولو بعد حين ، فإنه الحي الذي لا يموت ، فلن يفوته الانتقام : (وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ) أي : احمده منزها له عما لا يجوز عليه في صفاته بأن تقول : الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله على نعمه وإحسانه الذي لا يقدر عليه غيره. الحمد لله حمدا يكافىء نعمه في عظيم المنزلة ، وعلو المرتبة. وما أشبه ذلك. وقيل : معناه واعبده وصل له شكرا منك له على نعمه.
(وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً) أي : عليما فيحاسبهم ، ويجازيهم بها (٢).
__________________
(١) بصائر الدرجات : ص ٩٧ ، ح ٥.
(٢) مجمع البيان : ج ٧ ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥.