موضع إلى خلافه وإزالته عن أمر إلى نقيضه. قال مقاتل : قالت قريش إنما تجيء بالقرآن الشياطين ، فتلقيه على لسان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فأكذبهم الله تعالى بأن قال : إنهم لا يقدرون بأن يأتوا بالقرآن من السماء ، قد حيل بينهم وبين السمع بالملائكة والشهب.
ثم خاطب سبحانه نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمراد به سائر المكلفين ، فقال : (فَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) بسبب ذلك ، وإنما أفرده بالخطاب ، ليعلم أن العظيم الشأن إذا أوعد ، فمن دونه كيف حاله ، وإذا حذر هو فغيره أولى بالتحذير (١).
* س ٢٥ : ما هو معنى قوله تعالى :
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢١٤) [سورة الشعراء : ٢١٤]؟!
الجواب / قال الريّان بن الصلت : حضر الرضا عليهالسلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، وذكر الحديث ، إلى أن قال : قالت العلماء : فأخبرنا ، هل فسر الله عزوجل الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا عليهالسلام : «فسّر الاصطفاء في الظاهر ، سوى الباطن ، في اثني عشر موطنا وموضعا ، فأوّل ذلك : قوله تعالى : «وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين». هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود ، وهذه منزلة رفيعة ، وفضل عظيم ، وشرف عال ، حين عنى الله عزوجل بذلك الآل ، فذكره لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٢).
وقال علي بن أبي طالب عليهالسلام : «لما نزلت هذه الآية على رسول
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٢٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ١ ، ص ٢٣١ ، ح ١.