وقال أمير المؤمنين عليهالسلام ـ في حديث طويل ـ : «فأمّا أصحاب المشأمة ، فهم اليهود والنّصارى ، يقول الله عزوجل : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ)(١) يعرفون محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم والولاية ، في التّوراة والإنجيل ، كما يعرفون أبناءهم في منازلهم (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) أنك الرسول إليهم (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)(٢) ، فلمّا جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك ، فسلبهم روح الإيمان ، وأسكن أبدانهم ثلاثة أرواح : روح القوّة ، وروح الشّهوة ، وروح البدن ، ثمّ أضافهم إلى الأنعام ، فقال : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ) ، لأنّ الدّابة إنما تحمل بروح القوّة ، وتعتلف بروح الشّهوة ، وتسير بروح البدن» (٣).
* س ٢٦ : ما هو معنى قوله تعالى :
(أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) (٤٥) [سورة الفرقان : ٤٥]؟!
الجواب / ١ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام : «الظلّ : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس» (٤).
وقال ابن شهر آشوب : نزل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالجحفة ، تحت شجرة قليلة الظلّ ، ونزل أصحابه حوله ، فتداخله شيء من ذلك ، فأذن الله تعالى لتلك الشجرة الصغيرة حتى ارتفعت وظللت الجميع ، فأنزل الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً)(٥).
__________________
(١) البقرة : ١٤٦.
(٢) البقرة : ١٤٦ و ١٤٧.
(٣) الكافي : ج ٢ ، ص ٢١٤ ، ١٦.
(٤) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١١٥.
(٥) المناقب : ج ١ ، ص ١٣٥.