دعي في ملكوت السماوات عظيما ، فقيل : تعلّم لله ، وعمل لله ، وعلّم لله».
قلت : جعلت فداك ، ما حدّ الزهد في الدنيا؟ قال : «قد حدّ الله في كتابه ، فقال عزوجل : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ)(١) ، إنّ أعلم الناس بالله أخوفهم لله ، وأخوفهم له أعلمهم به ، وأعلمهم به أزهدهم فيها».
فقال له رجل : يابن رسول الله أوصني ، فقال : «اتّق الله حيث كنت ، فإنّك لا تستوحش» (٢).
وقال أبو عبد الله عليهالسلام أيضا ، في قوله : (عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) ، قال : «العلوّ : الشرف ، والفساد : البناء ـ (وقيل النساء) ـ» (٣).
وقال سعد بن طريف : كنا عند أبي جعفر عليهالسلام ، ثمانية رجال ، فذكرنا رمضان ، فقال : «لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، وذهب رمضان ؛ فإنّ رمضان اسم من أسماء الله ، لا يجيء ولا يذهب ، وإنما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن ، جعله الله مثلا وعيدا.
ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ـ ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ـ فيكبّر عند رؤيته ، كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع ، والأرضين السبع ، وما فيهنّ ، وما بينهن وما تحتهنّ».
قلت : يا أبا جعفر ، وما الميزان؟ فقال : «إنّك قد ازددت قوّة ونظرا. يا
__________________
(١) الحديد : ٢٣.
(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٦.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٧.