سعد ، رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الصخرة ، ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزوجل في الإمام : (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(١).
قال : «ومن كبر بين يدي الإمام ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن كتب له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين إبراهيم ومحمد عليهماالسلام والمرسلين في دار الجلال».
قلت : وما دار الجلال؟ فقال : «نحن الدار ، وذلك قول الله عزوجل : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) ، [فنحن العاقبة ، يا سعد. وأمّا مودتنا للمتقين] فيقول الله عزوجل : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٢) ، جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا» (٣).
وقال زاذان : أن أمير المؤمنين عليهالسلام كان يمشي في الأسواق وحده ، وهو دال يرشد الضال ، ويعين الضعيف ، ويمر بالبياع والبقال ، فيفتح عليه القرآن ، ويقرأ (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً) ويقول : نزلت هذه الآية في أهل العدل ، والمواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر الناس.
وروى أبو سلام الأعرج عن أمير المؤمنين عليهالسلام أيضا قال : إن الرجل ليعجبه شراك نعله ، فيدخل في هذه الآية : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ) الآية. يعني أن من تكبر على غيره بلباس يعجبه ، فهو ممن يريد علوا في الأرض (٤).
__________________
(١) الحديد : ٢٥.
(٢) الرحمن : ٧٨.
(٣) مختصر بصائر الدرجات : ص ٥٦.
(٤) مجمع البيان : ج ٧ وص ٤٦٤.